الحب فى شرع الله.............

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ثم اما بعد ..
الحب من المعانى الجميله التى خلقها الله تبارك وتعالى وغرسها فى قلوب البشر ,فلا يوجد أحد على ظهر الارض إلا ويتحلى بهذا المعنى فى جانب من جوانب حياته ,ولو أنتزع هذا المعنى الجميل من بين البشر لأصبحت الدنيا غابه يتنازع فيها الناس ويأكل بعضهم بعضا .
ولكن اختلف مفهوم الحب لدى الناس ,وكل فرد أخذ منه ما يناسب أغراضه وشهواته ,ونسى أن الله عز وجل وضع لهذا الامر ضوابط وأحكام , والحب منه ما هو مذموم ويغضب الله عز وجل , ومنه ما هو محمود يباركه الله تبارك وتعالى وأريد بهذه الرساله أن أضع يديكم على الطريق الصحيح حتى يرضى الله عنكم وعنا بإذن الله ...
أولا الحب المذموم :
هناك كثير من الناس فهموا أن الحب هو أن يتعرف الشاب على فتاة سواء كانت زميلته فى الدراسه أو فى العمل أو غير ذلك , يحبها وتحبه دون أن يرتبط بينهما علاقه شرعيه كما أمر الله عز وجل , يأخذ بيدها ويقطع الطرق والشوارع طولا وعرضا ..يداعبها وتداعبه ,يلافظها وتلافظه ..ثم ينتهى الأمر بكثير منهم الى الوقوع فى الفاحشه والعياذ بالله إما بالزنا أو بالزواج العرفى (وهو حرام شرعا) أو غير ذلك ...!!
ونقول لهم ان علماء الاسلام اتفقو بصريح القرآن والسنه أن هذا النوع من الحب حرام شرعا ويغضب رب الأرض والسماء , فيا ايها الشاب تخيل أختك أو زوجتك أو إبنتك فى يوم من الأيام تكون فى هذا الموقف مع أحد الشباب هل ترضى ذلك ..؟ كما قال الرسول (ص) لاأحد الشباب : " أترضاه لأمك ؟ أترضاه لأختك؟..."
أيتها الفتاه ..تخيلى أن زوجك أو إبنك فى يوم من الايام يغضب الله عز وجل مع إحدى الفتيات .. هل تقبلى ذلك ؟
فيجب على الشباب و الفتيات أن يتقوا الله فى أنفسهم وينفذوا ما أمر الله منهم .
قال تعالى "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون *وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن .." ( النور 30, 31)
وقال (ص) " لإن يطعن فى رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس إمرأه لا تحل له "
ثانيا : الحب المحمود :
1- 1- حب الله ورسوله والمؤمنين : ومن علامات حب الله عز وجل أن يكون المسلم دائما و أبدا محبا للطاعه وأن يكون قلبه معلق بالمسجد ولا يفارق كتاب الله عز وجل , يقرأه ويتفكر فى آياته ويتدبرها , وأن يغار على دينه وأن يحب رسوله (ص) وذلك بإتباع سنته والسير على نهجه والسعى فى تحقيق ما قاله رسولنا الكريم عن أمته أنها خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر , ومن علامات حب المؤمنين ..إرشادهم للطاعه وأن تدعوهم إلى الخير دائما , وأن تكره أن ينزل بهم مكروه , وأن تدافع عنهم وتقف معهم أمام كل معتد وأن تهب نفسك فداء لهم ولدين الله عز وجل . وقال (ص) : " من أحب لله , وأبغض لله , وأعطى لله , ومنع لله , فقد استكمل الايمان " (أخرجه أبو داود)
2- 2- حب الوالدين : وفيه يقول (ص): " رغم أنفه , رغم أنفه ,رغم أنفه.. قيل من يا رسول الله ؟ قال : من أدرك والديه عنده الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخلاه الجنه " (رواه مسلم)
فوالديك هم أحق الناس بحبك , فتقرب إليهم و أحبهم وتودد إليهم وتمنى رضاهم عليك ولا يمنعك عنهم أحد سواء كانت زوجة أو أبناء أو أصدقاء أو عمل أو دنيا ... فوالديك هم الطريق إلى الجنه فقال تعالى :"وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ..." (الاسراء 23)
3- حب الزوجه :فالزوجه هى الانس الوحيد فى الخلوة , وهى الراحه بعد التعب , وهى السكينه والطمأنينه ..قال تعالى "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون " (الروم 21)
وعلمنا رسول الله (ص) أن نحب الزوجه ونعطيها حقها ولا نبخس منه شيئا فى جميع جوانب الحياة .. سأل عمرو بن العاص الرسول (ص) " يارسول الله من أحب الناس إليك ؟قال عائشة......"(رواه البخارى) وقال الزهرى :"أول حب فى الإسلام ..حب النبى (ص) لعائشه , وكان مسروق يسميها حبيبة رسول الله (ص)" (ابن القيم)
فحب الزوج لزوجته , و حبها لزوجها هو واجب شرعى ليعيشوا فى أمن وأمان واستقرار ويقر الله عز وجل عينهما بذرية صالحة تعلى هذا الحب وتزيده وتقوى روابطه ما دامت الصله بالله تعالى ....
وأخيرا أخى الحبيب ..أختى الحبيبه .. إن الإسلام لم يمنعنا ان نستمتع بهذه الحياة الدنيا , ولكن يعلمناما نأخذ منها ما يرضى ربنا ونستمتع فى حدود شرعه الحنيف , فإن هذا فيه استقامه واستقرار للأمة و سلامة للمجتمع .. فعودو إلى ربكم وارفعوا راية دينكم فى أعمالكم وأقوالكم