بن جـعفر بن أبي مُـواتية الكلبي ، أبو عبد الله ، وقيل: أبو جعفر الكوفي ، ويقال: البغدادي العَلاّف ، المعروف: بالفَيْدِي ، نزل فَيْد ، توفي سنة: 231 ، أو 236.
أخـرجه الحاكم في: ( مـستدركه )، عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري ، حدثنا: الحسين بن فهم ، حدثنا: محمد بن يحيى الضريس ، حدثنا: محمد بن جعفر الفَيْدي ، ثنا: أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، مرفوعاً: ( أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأت الباب ).
قال الحاكم: ( ليعلم المستفيد لهذا العلم أن الحـسين بن فهم بن عبد الرحمن ثقة مأمون حافظ ).
أقـول: محمد بن جعفر الفـيدي هذا ، وثـقه ابن مـعين، وقال الحافظ أبو بكر البزار: ( صالح ).
وهل هو من شيوخ البخاري أو لا ؟
على خلاف بين العلماء ، ورجح الحافظ ابن حجر أنه ليس من شيوخـه ، والله أعلم.
ومحمد بـن أحمـد بن تـميم القنطري ، قال فيه ابن أبي الفوارس: ( كان فيه لين ).
والحسين بن فهم ، قال عـنه الدارقطني ، والحاكم: ( ليس بالقوي )، لكن قال الحاكم في: ( المستدرك ): ( ثقة مأمون حافظ ).
وأخرجه ابن محرز في: ( معرفة الرجال )، وابن المغازلي في: ( المناقب ).
عن محمد بن جعفر العلاّف ـ الذي كان ينـزل بـفيد كوفي ـ، قال: حدثنا محمد بن الطفيل ، قال: حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش، عن مـجاهد ، عن ابن عباس بنحوه مرفوعاً.
أقول: محمد بن الطفيل النَخَـعي ، ذكره ابـن حبان في: ( الثقات )، وقال الحافظ ابن حجر: ( صـدوق ).
والحديث معلولة بما سبق:
من تدليس الأعمش.
وتفرد أبي معاوية به ، والرجوع عن التحديث به.
الوجه الثالث: القاسم بن سلام أبو عبيد ـ رحمه الله تعالى ـ:
أخـرجه ابن حـِبان في: ( المـجروحين )، ومـن طـريقه ابن الجوزي في: ( الموضوعات )، عن الحـسين بن إسحاق الأصبهاني ، قال: ثنـا: أبو هارون إسماعيل بن محمد بن يوسف ، قال: حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن مـجاهد ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، مرفوعاً: ( أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ، فمن أراد الدار فليأتها من قبل بابها ).
أقـول: هذا إسـناد واه جـداً ، فيه: إسماعيل بن محمد بن يوسف الجبريني أبو هارون.
قال ابن أبي حاتم: ( كتب إليَّ بجزء فنظرت في حديثه فلم أجد حديثه حديث أهل الصدق ).
وقـال ابن حـبان: ( يـقلب الأسانيد ، ويسرق الحديث ، لا يجوز الاحتجاج به ).
وقال الحاكم: ( روى عن سـنيد ، وأبي عبيد ، وعمرو بن أبي سلمة أحاديث موضوعة ).
وقال ابن طاهر: ( وإسماعيل هذا من أهل بيت جبرين ، كذّاب ).
الوجه الرابع: عمر بن إسماعيل بن مجالد.
أخرجه العقيلي في: ( الضعفاء )، والخطيب البغدادي في: ( تاريخه )،
وابن الجوزي في: ( الموضوعات ) ، من طريقين، عن عمر بن إسماعيل بن مجالد ، حـدّثـنا: أبـو مـعاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، مرفوعاً: ( أنا مدينة الحكمة ، وعلي بابها ، فمن أراد الحـكمة فليأت الباب ).
وعـند العقيلي ، وابن الجوزي بلفظ: ( مدينة العلم ) بدل من: ( مدينة الحكمة ).
أقـول: هذا إسناد ضعيف جداً ، من أجل عمر بن إسماعيل بن مجالد.
قال أبو حاتم: ( ضـعيف الحديث ).
وقال ابن مـعين: ( كذّاب ، يحدث أيضاً بحديث أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن مـجاهد ، عن ابن عباس ، عن النبي ـ e ـ: أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ، وهذا حديث كذب ، ليس له أصل ).
وقال أبو زرعة: ( أتينا شيخاً ـ ببغداد ـ يقال: له عمر بن إسماعيل بن مجالد ، فأخرج إلينا كراسة لأبيه فيها أحاديث جياد ، عن مجالد ، وبيان ، والناس فكنا نكتب إلى العصر ، وقرأ علينا فلما أردنا أن نقوم قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش بهذا الحديث فقلت له: ولا كل هذا بمرة ، فأتيت يحيى بن معين فذكرت ذلك له ، فقال: قل له يا عدو الله متى كتبت أنت هذا عن أبي معاوية إنما كتبت أنت عن أبي معاوية ببغداد ، متى روى هذا الحديث ببغداد ؟ ).
وقال ابن مـعين: (قد كنت أرى ابنه هذا عمر بن إسماعيل بن مجالد شويطراً ، ليس بشيء ، كذاب ، رجل سوء ، خبيث ، حدّث عن أبي معاوية بحديث ، ليس لـه أصل ، كَذِبٌ ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، عن النبي ـ e ـ: علي مدينة العلم ، أو كلام هذا معناه ).
وقال الحافظ ابن حجر عن عمر بن إسماعيل هذا: ( مـتروك ).
الوجه الخامس: إبراهيم بن موسى الرازي
أخرجه ابن جرير الطبري في: ( تهذيب الآثار ).
قال: حدثني إبراهيم بن موسى الرازي ـ وليس بالفراء ـ، قال: حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مـجاهد ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، مرفوعاً: ( أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ).
قـال أبـو جعفر الطـبري: ( هذا الشيخ لا أعرفه ، ولا سـمعت منه غير هذا الحديث ).
أقـول: ولعله سرقه من أبـي الصلت ، فقد قال أبو زرعة الرازي: ( حديث المعلى بن عرفان كم من قوم قد افتضحوا فيه ، وحديث أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس: أنا مدينة الحكمة ، وعلي بابها ، كم من خلق قد افتضحوا فيه ).
وقال ابن عـدي: ( وهذا حديث أبي الصلت الهروي ، عن أبي معاوية ، على أنه قد حدّث بـه غيره وسرق منه من الضعفاء ).
وهو معلول أيضاً بما سبق.