تخريج حديث
( أَنَا مَدِينـةُ العلمِ ، وعَليٌّ بَابها )
بقلم
خليفة الكواري
ﻻ
( مقدمة الطبعة الثانية )
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أمّا بعد
فقد قمت بنشر هذا البحث وهو: ( تخريج حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها ) في مجلة علمية بجامعة قطر ، والآن أعيد نشره مرة أخرى وقد أضفت عليه بعض التعديلات والزيادات وتصحيح الأخطاء التي وقعت مني في تلك الطبعة ، والتي لا يخلو منها كل إنسان .
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لي وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجه الكريم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أبو عبد العزيز خليفة الكواري
الأحد 4 / شوال / 1423 هـ
ﻻ
الحـمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آلـه وصحبه ومن والاه.
أَمَّـا بـعد ، فهذا تـخريج حـديث: ( أَنا مَـدينةُ العلمِ ، وعلي بَابـها ) ، وهـو حديثٌ قد تنازع العلماءُ فيه ، فهو ما بين مصحح ، ومُضَعف له ، ومن هو حاكم عليه بالوضع.
فأمّا مَن صَـحَحَه:
فأبو عبد الله الحاكم في: ( مـستدركه ).
وأَمّا من حَسَنه:
فالحـافظ العلائي في كتابـه:
( النقد الصحيح لما اعترض عليه من أَحاديث المصابيح ).
والحافظ ابن حجر في فُتْيا له.
قال السيوطي: سئل شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر عن هذا الحديث في فتيا ، فقال: ( هذا الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك ، وقال إنه صحيح ، وخالفه أبو الفرج ابن الجوزي فذكره في الموضوعات ، وقال: إنه كذب ، والصواب خلاف قولهما معاً ، وإن الحديث من قسم الحسن لا يرتقي إلى الصحة ، ولا ينحط إلى الكذب ، وبيان ذلك يستدعي طولاً ، ولكن هذا هو المعتمد في ذلك ).
والسخاوي في: ( المقاصد الحسنة ).
والشوكاني في: ( الفوائد المجموعة ).
وأَمّا مَن ضَعفه أو حكم عليه بالوضع:
فالإمام البخاري ، فإنَّه أنكره، وقال: ( ليس له وجه صحيح ).
وقال الترمـذي: ( حديثٌ غريبٌ مـنكرٌ ).
وقال ابن حبان: ( هذا شيء لا أصل لـه من حديث ابن عباس ، ولا مجاهد ، ولا الأعمش ، ولا أبو معاوية حدّث به ، وكل من حدّث بهذا المتن ، فإنما سرقه من أبي الصلت هذا ، وإن أقلب إسناده )، وقال أيضاً: ( وهذا خبر لا أصل له عن النبي عليه الصلاة والسلام ).
وقال العقيلي: ( ولا يصح في هذا المتن حديث ).
وقال الدارقطني: ( الحديث مضطرب غير ثابت ).
وحكم عليه بالوضع كل من: ابن الجوزي، والذهـبي، وشيـخ الإسـلام ابن تيمية، والعلامة عبد الرحمن المعلمي، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
ولـمّا حصل لهذا الحديث مثل هذا الاختلاف ، أحببت أن أبحث فيه بحثاً مطولاً مـتتبعاً فيه طرقه ، سائلاً المولى ـ سبحانه وتعالى ـ التوفيق والسداد ، كما أسأله ـ عز وجل ـ الإخلاص والصدق في العمل.
وقد ألف الناس في هذا الحـديث مؤلفات ، فمن هذه المؤلفات:
جزء فيه طرق حديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها.
لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي ( ت: 911 ).
جواب إلى عبد الرحمن بن محمد بن نهشل الخيمي حول حديث: ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ).
لقطب الدين لطف الله بن محمد بن غياث بن الشجاع
الظفيري ( ت: 1035 ).
بحث في حديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها.
لإبراهيم بن عبد القادر الكوكباني ( ت: 1223 ).
جواب على معنى حديث: أنا مدينة العلم ، وعلي بابها.
للإمام محمد بن علي الشوكاني ( ت: 1250 ).
قام بتحقيقه: محمد صبحي حسن حلاق.
فتح الملك العلي بصـحة حديث: باب مدينة العلم علي.
لأحمد بن محمد بن الصديق الغماري ( ت: 1380 ) ، وهو مطبوع.
حديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها.
طرقه ؛ مرتبته ؛ الأقوال فيه ؛ الترجيح.
لحسن بن فرحان المالكي.
إتمام النعمة بتصحيح حديث: علي باب دار الحكمة.
لحسن الحسيني آل المجدد الشيرازي الشيعي.
نشره في مجلة: ( تراثنا ) العدد: ( 52 ) ، ولـه في هذا الجزء أخطاء وأوهام ، وقلة علم في قواعد الجرح والتعديل ، وهو أقرب ما يكون حاطب ليل ،
وقد بينت بعض ما عنده وتركت الكثير ، لأن ذلك يستدعي أن أقوم بشرح قاعدة قاعدة ، ولا طاقة لي في ذلك ، والله المستعان.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أبو عبد العزيز خليفة الكواري.
11 من ذي الحجة, 1420هـ
ﻻ